27 سبتمبر 2008

جُنون الصمت

.
.
.

.مَدْخلْ.

.

,, شَتاتٌ . شَتاتْ ,,

كَيانٌ في مَهَبِّ التَساؤُلاتِ

فالسُّؤال صَدىً بِلا رَجْعْ

و اِلإِجابَة رَجْعٌ بِلا صَوتْ

و الصَّمْتُ خَوفٌ

و الصَّمْتُ فَقْدٌ

فَكيْفَ أَصْمُتُ

و أَنْتِ يا سَيِّدَتي لا تَسْمَعين النِّداءات

و كَيْفَ أَصْمُتُ

و الحُبُّ على الْلِّسانِ كَلِمات

و الحُبُّ بَيْنَ النَّبَضاتِ هَمَسات

و الحُبُّ نِداءاتٌ

و إِبْتِهالاتٌ

و تَراتيل

و تَغْريْدَة روحٍ

على أَغْصانِ بَساتينِكِ

وَ أُنْشودَة قَلْبٍ

يَسْتَغيثُ نَدى شَفَتاكِ

.

.

.

بِداية

.

.

.

سَيِّدَتي

حيْنَما يَهْزِمُني الصَّمْت

و تَهْدَأُ أَعاصيرُ أَشْجاني

و حيْنَما تَتَحَطَّمُ أَقْلامي المَجْنونَة

على ناصِيَةِ أِسْمِكِ

و تَهْرُبُ أَوْراقي خَوْفاً

مِنْ أَنْ تَحْمِلَ شَيْأً مِنْ مُعاناتي

عِنْدَها

أَراكِ في داخِلي أُنْثى

تَشدّني مِنْ غُرْبَتي و من شَتاتي

إِلى مُدُنِ الغَرامِ

إِلى عالَمِ الهَيامِ

و إِلى عُروشِ الوِد

و أَكاليل الحُبِّ

و تيْجانِ العِشْقِ

(سَتَقولونَ مَجْنون)

.

.

.

عِنْدِما أَصْمُت

تَتَحَدَّثينَ بِصَمْتٍ أَسْمَعُهُ

فَصُوَركِ المُعَلَّقَة على جُدْران قَلْبي

و تِلْكَ الشَّخْبطات على الجدران الَّتي بِها حاوَلْتُ رَسْمَكِ

,, تُحَدِّثني ,,

لِتُواسيني في وِحْدَتي

و تُذَكِّرني بِصَوْتِ الْمَطَرحيْنَما يَقْتِلُني الضَمَأ لِقُرْبِكِ

وتَقولُ لي في كُلِّ مَساءٍ

غَداً سَتُشْرِقُ الشَّمْس

غَداً سَنَلْتَقي

و عِنْدَها أَصْمُت .. ثانِيَةً ..

و أَسْأَل نَفْسي مِنْ جَديدٍ
أَغَداً سَتُشْرِقُ الشَّمْس

لِأَرى ظِلالَكِ تَزْحَفُ إِلى نافِذَتي

لِتَدْخُلَ حُدودي

و تَغْزو مَساحاتي

و تَغْرِسَ في صَميمِ فُؤادي نَبَضاتِكِ الدافِئَة
و هَلْ سَتَحْتَضِنُني الظِلال وَ تَأَخُذُني إِليكِ ؟

حَيْثُ لا أَعْلَمْ

حَيْثُ لا أَعْلَمْ

حَيْثُ لا أَعْلَمْ

سَيِّدَتي

هَلْ سَتُشْرِقُ الشَّمْس عِنْدَما أَصْمُت ؟

هَلْ سَنَلْتَقي بِشُروقِها في ,,صَمْت,, ؟

(بَلْ أَنا مَجْنون)

.

.

.

سَيِّدَتي

أَأُكْذوبَةٌ هِيَ نَبَضات فُؤادي

خَيالاتٌ

و خَيَالات

و أَصْواتٌ صامِتَةٌ

و ظِلالٌ زائِلَةٌ

و شَوْقٌ مَجْنونٌ مَحْمومٌ

و آهاتُ عاشِق قَدْ تَحَطَّمَتْ على شِفاهِهِ ألآهات

أَهكذا هُوَ الحُب سيدتي ؟

كُلُّهُ جُنونٌ ,,في ,, جُنون

سَيِّدَتي

أَجيبيني

أَيْنَ أَنْتِ في داخِلي؟

بَحَثْتُ عَنْكِ آلافَ المَرّات في شَراييني

و في الفُؤاد و لَمْ أَجِدْكِ

أَخْبِريني أَينَ أَنْتِ ؟

بَلْ أَخْبِريني كَيْفَ أَراكِ إذا صَمْت

أَمْ إِنَّهُ قَدَري أَنْ لا أَراكِ فَأُحِبُّكِ

أَنْ لا أَلْتَقي بِكِ فَأَعْشَقُكِ

و أَنْ لا أُطيلَ النَّظَرَ في عَيْنيكِ فَأَخْجَل

(أَيُّ جُنونٍ هذا)

.

.

.

نِهاية

.

.

.

صَمْتُّ دَهْراً

و مازالَتْ أَصْواتُكِ

تُواسيني

تُناديني

و أَطْيافُكِ تُزاوِرُني

تُعانِقُني

و ظِلالُكِ

,, تَطْرِحُني أَرْضاً و تَتْرُكُني لِلْأَعاصير لِتُشَتِّتني ,,

وتُشَتِّتني

و تُشَتِّتني

و أَمَلي أَنْ ْيَجْمَعَني الصَّمْتُ بَعْدَها مِنْ جَديدٍ

بَعْدَ حينٍ

كَما جَمَعَني ,, دائماً ,,

و لكِنَّهُ خانَني

و لَمْ يجمعني

و مازِلْتُ

شَتاتاً ,,

,,شَتاتاً

شَتاتاً ,,

.

.

.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رأيكم مرآة أرواحكم