10 أكتوبر 2008

العصفور

من خلال قرائتي لرواية الكاتب الرائع (باولو كويليو)

و التي هي بعنوان إحدى عشر دقيقة

مررت على هذه القصة الرائعة

و التي احتلت في قلبي مساحة كبيرة بقدر ما فيها من حكمة

و روعة تصوير..




كان يا مكان, كان هناك عصفور له جناحان رائعان

بريشات براقة و الوان رائعة

كان مخلوقآ ليحلق في سماء الحرية,

و يدخل السرور على هؤلاء الذين يراقبون تحليقه

ذا يوم, رأت امرأة هذا العصفور و فتنت به,

شاهدته يطير مندهشة حد الانبهار,

و قلبها يخفق بجنون,

و عيناها تلتمعان من شدة الانفعال.

دعاها العصفور لمرافقته,

و طارا معآ و هما في كامل الانسجام.

كانت متيمة بالعصفور,

تحتفي بجماله طوال الوقت.

لكن المرأة فكرت ذا يوم:

(يا ترى هل يتوق الى اكتشاف جبال بعيدة؟).

خافت ان يرحل و الا تقع في الحب مرة ثانية.

احست بالغيرة, غارت من قدرة العصفور على الطيران.

احست انها وحيدة

فكرت: في المرة المقبلة, حين يظهر العصفور سأنصب له فخآ,

و هكذا لن يتمكن من الطيران.

عاد العصفور, الذي كان هو ايظآ مفتونآ بها,

لرؤيتها في اليوم التالي,

فوقع في الفخو احتبسته في قفص.

كل يوم, كانت المرأة تراقبه بشغف

و تعرضه امام صديقاتها فيهتفن:

ما اسعدك و ما اوفر حظك!

و مع ذلك, بدأت الامور تتغير بشكل غريب:

بما ان العصفور صار ملكها و لم تعد بحاجة لأن تعمل على كسب ودّه,

لم تعد المرأة تهتم به.

و الطائر الذي لم يعد في امكانه التحليق

و التعبير عن معنى لحياته,

بدأ ريشه يذبل و يفقد بريقه,

و يتحول جماله الى قبح.

و لم تعد المرأة توليه اي اهتمام,

بل اقتصرت عنايتها به على اطعامه

و تنظيف قفصه.

و ذا يوم,

مات العصفور,

فحزنت المرأة للغاية,

و لم تكن تكف عن الفكير فيه.

لكنها لم تكن تتذكر قط القفص.

تذكرت فقط اليوم الذي لمحته فيه لاول مرة,

و هو يطير بعيدآ محلقآ فوق الغيوم.

لو انها استجابت لدوافع مشاعرها كما ينبغي,

لادركت ان الشئ الذي اثار انفعالها عندما التقت العصفور كان حريته,

و الطاقة الكامنة في حركة جناحيه,

و ليس حُسن شكله الخارجي.

فقدت حياتها معناها عندما فقدت العصفور.

و جاء الموت يقرع بابها.

سألت المرأة الموت: - لِمَ جئت؟

فأجاب- لِكي تتمكني من الطيران معه مجددآ في السماء.

لو انك تركته يرحل و يعود في كل مرة,

لكنت استطعتِ كسب وده,

و لازداد اعجابك به اكثر فأكثر.

من الان و صاعدآ, انت في حاجة الي

لكي تقدري على استعادته....

(باولو كويليو)



.

.

هناك 4 تعليقات:

  1. إحدى عشر دقيقة
    قرأتها في مارس لعام 2006
    لها ذكرى خاصة
    000
    قرأت ما كتبت و استغربت الأسلوب
    كنت ساسألك في النهاية من الكاتب لأنه ليس أسلوب مختلف..
    000
    و كــأنها أنــا،،،
    000
    وفقت في الإختيار

    ردحذف
  2. اتعلمين !

    قرأتها في ذات العام و الشهر :)





    شكراً

    ردحذف
  3. مــعــقـــولـــة !!!!

    O_O

    ردحذف

رأيكم مرآة أرواحكم